إمام جمعة مشهد المقدس خلال خطابه للزائرین العرب فی خطبة الجمعة الأسبوع الفائت

إلی تقریر Alamolhoda.com، السلام علیکم أیها الإخوة والأخوات الأعزاء ومرحباً بکم، وعظم الله اجورکم بمصابنا بأبی الأحرار الحسین (ع) وأهل بیته الطاهرین، وتقبل الله مواساتکم لحفیده المثکول أبی الحسن الرضا(ع).

أیها الإخوة والأخوات، یصادف الیوم الأول من شهر صفر، یوم دخول قافلة أهل البیت(ع) إلى بلاد الشام.

لما بدت تلک الحمول وأشرفت === تلک الرؤوس إلى ربی جیرونی

نعق الغراب فقلت نح أو لا تنح  === فلقد قضیت من النبی دیونی

وفی زیارة الناحیة عندما یسلم بقیة الله بالأرضین على هذه الرؤوس الطاهرة یقول(عج): السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات.

فی هذا الیوم أیها الإخوة والأخوات وقعت أعظم المصائب مؤلمة کما أشار ألى ذلک صاحب الزمان(عج) بقوله: السلام على الثغر المقروع بالقضیب، وکل هذه الأحداث وغیرها کانت تقع أمام أعین أهل البیت(ع) والعترة الطاهرة الموثوقین بحبل الأسر والسبی. یشیر الإمام المهدی(عج) فی زیارة الناحیة إلى هذه المسالة فیقول: وسبی أهلک کالعبید، وصفّدوا فی الحدید، فوق أقتاب المطیّات، تلفح وجوههم حرّ الهاجرات، یُساقون فی البراری والفلوات، أیدیهم مغلولة إلى الأعناق، یُطاف بهم فی الأسواق, فالویل للعصاة الفسّاق.

أیها الإخوة والأخوات ماجرى على أهل البیت(ع) ویجری لم یحدث فی أی أمة من الأمم، وحتى الیهود قتلة الأنبیاء لم تقترف أیدیهم ما وقع على أهل البیت(ع) من هذه الأمة. لقد کان الیهود یذبحون کل صباح سبیعن نبی، لکنهم لم یضعوا رأس نبی بین یدی ابنته الصغیرة المثکولة والمفجوعة بفقد أبیها، ولم یضربوا ابنته الصغیرة التی رمت بنفسها على جسد أبیها المذبوح عطشا وظلما. لکن هذا الأمر وقع على ید هذه الأمة، حیث سبوا عترة النبی(ص)! لکن لماذا؟!!. لم یکن ذلک لقسوة قلوب بنی أمیة فحسب، بل کانت الأمة تقف وراء ذلک، ولذا نقول لعن الله أمة قتلتکم، فالأمة انشغلت بمعیشتها ولقمة بطنها، وأعرضت عن قیم الإسلام، وتسلط علیهم الظلام من بنی أمیة، ففعلوا بآل النبی(ص) مافعلوا من القتل والسبی، وأجروا علیهم أقبح انواع الظلم والقمع والفتک. والیوم إن استنت الأمة بسنة سابقاتها وأصبح همها بطنها ومعیشتها الیومیة، فإننا سنبتلی بأمة یزیدیة الهوى.

نسأل الله أن یعجل فی ظهور مولانا صاحب العصر والزمان لیطهر الأرض من کل رجس ویملأ الأرض قسطا وعدلاً کما ملئت ظلما وجوراً والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

دریافت
مدت زمان: 4 دقیقه 23 ثانیه