إمام جمعة مشهد المقدس خلال خطابه للزائرین العرب فی خطبة الجمعة الأسبوع الفائت

Alamolhoda.com، السلام علیکم أیها الإخوة والاخوات الوافدین من شتى البلاد العربیة الشقیقة إلى العتبة المقدسة لثامن الحجج(ع)، نبارک لکم عید الله الأکبر، عید الغدیر وأنتم تعیشون فی ظلال فیوضات الرأفة الرضویة. إن لم یکن الغدیر یوماً عابراً فی تاریخ الإسلام وإنما هو من الأیام الخالدة ویوم من أیام الله وعید الله الأکبر وعید الإمامة.

فی ذلک الیوم الذی وقف فیه النبی الأکرم (ص) بین الناس خطیباً فی تلک الظروف الصعبة فی جوف الصحراء، أدرک فیه الناس أهمیة ما یرید النبی(ص) قوله نظراً لصعوبة الظروف المحیطة، فوقف النبی(ص) وأخذ بید علی بن أبی طالب(ع)، وقرع بکلمته الخالدة آذان الأمة لتبقى منبراً من نور إلى یومنا هذا:" من کنت مولاه فهذا علی مولاه".  بهذه الکلمات أعلن النبی الأکرم(ص) للأمة وجمع الحجاج المحتشدون الذین بلغ عددهم مئة ألف، أن هذا أخی ووصی وخلیفتی فیکم فاسمعوا له وأطیعوا، فهتف الجمع: نعم نعم سمعنا وأطعنا. ولم یکتفی النبی الأکرم(ص) بإعلان إمامة علی وخلافته بل عمد إلى خطبة أخرى لتتجذر الصورة وتحفظ فی ضمیر الأمة، عندما بادر إلى تعلیم جموع المبایعین کیفیة مبایعة الإمام علی(ع) وتهنئته فقال رسول الله(ص): معاشر الناس قولوا أعطیناک على ذلک عهداً عن أنفسنا ومیثاقاً بألسنتنا وصفقة بأیدینا نؤدیه الى أولادنا وأهلینا، لا نبغی بذلک بدلاً وأنت شهید علینا وکفى بالله شهیداً، قولوا ما قلت لکم وسلّموا على علی بإمرة المؤمنین، وقولوا : الحمد لله الذی هدانا لهذا وما کنا لنهتدی لولا أن هدانا الله ، فإن الله یعلم کل صوت وخائنة کل نفس فمن نکث فإنما ینکث على نفسه ومن أوفى بما عاهد علیه الله فسیؤتیه أجرا عظیما ، قولوا ما یرضی الله عنکم فإن تکفروا فإن الله غنی عنکم .

وهذه الوثیقة الإلهیة صدرة عن الرسول الأکرم(ص) حفظاً للسلطة الإلهیة وقیادة الأمة، وتجنبا للوقوع تحت غطرسة السلطات الظالمة والإستکباریة والطاغوتیة، ولذلک وبعد أن انحرفت الأمة عن خط الإمامة کما أشارة أمّ الأئمة(ع) الصدیقة الطاهرة فی خطابها لنساء المدینة:" فقد أبشرکم بسیف صارم وهرج شامل واستبداد من الظالمین. ورأینا ومازلنا نرى ماجرى ویجری على الأمة على أیدی طواغیت بنی أمیة وبنی مروان وبین العباس، نتیجة إنحرافهم عن الخط الإلهی.

والیوم والحمد لله نرى إن المنتصرین والفائزین فی معرکة الحق والباطل هم شعبنا الصابر والمقاوم، والمنکسرون الخائبون الخاسرون هم أمریکا وعملاؤها المستکبرون، ونأمل أن تکون مصادفة یوم الغدیر لیوم مکافحة الإستکبار فی هذا العام، إشارة إلى أن أطروحة الغدیر فی آخر الزمان، التی ستتجلى بظهور وارث الغدیر، الحجة بن الحسن أرواحنا له الفداء لن تتحقق إلا بإستمرار النضال والمقاومة حتى إزالة الإستکبار عن صفحة الوجود.

دریافت
مدت زمان: 7 دقیقه 4 ثانیه